فوائد الصيام المذهلة للعضلات
الكثير من الناس يرون في شهر رمضان فرصة لا تعوض لكبح جماح الشهية المفتوحة طوال النهار، والعمل على تعديل نظام الأكل.

– كشف الباحثون أن الصيام والالتزام بوجبتي إفطار وسحور صحيين وخاليتين من السعرات الحرارية العالية يساعدان في الحصول على جسم رشيق ومتناسق ويحافظان على حجم العضلات.
ونشرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا قائمة من المعلومات حول ما يحدث داخل جسم الإنسان خلال شهر رمضان عندما يكون صائما. وأكدت أن للصيام فوائد صحية، لكن إذا كان بطريقة صحيحة.
وبعد الشروع في الصيام الذي يتواصل حوالي ثماني ساعات أو أكثر خلال شهر رمضان، تبدأ آثاره، مباشرة بعد انتهاء القناة الهضمية من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.
ويفسر الباحثون أن المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، خلال الأيام العادية، هو الغلوكوز الذي يتم تخزينه في الكبد والعضلات. لكن مع الصيام ونفاد الغلوكوز، تصبح الدهون هي المصدر التالي لطاقة الجسم، وهو ما يعني أن رمضان فرصة رائعة لإنقاص الوزن.
وأضافوا أن رمضان يختلف عن الجوع والمجاعة والإضراب عن الطعام، إذ مع استمرار الجوع العادي لفترات طويلة من أيام أو أسابيع عديدة، يبدأ الجسم باستخدام البروتين وكسر مركباته للحصول على الطاقة. لكن رمضان شيء مختلف ولا
يسبب هذه الأضرار، إذ يؤكد مستشار أكسفورد، رازين مهروف “من غير المحتمل أن تصل إلى مرحلة المجاعة خلال شهر رمضان، لأن الصيام ينتهي يوميا”.

وفي رمضان يعرف الجسم “انتقالا لطيفا من الغلوكوز إلى الدهون”، وفق موقع الهيئة البريطانية، إذ أن التغير في توقيت الوجبات يوفر انتقالا لطيفا من استخدام الغلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة إلى استخدام الدهون، ويمنع انهيار العضلات بسبب استهلاك البروتين.
ويساعد استخدام الدهون للحصول على الطاقة في فقدان الوزن، لكنه يحافظ على حجم العضلات، ويقلل في نهاية المطاف من مستوى الكولسترول، كما يساعد على تحسين السيطرة على مرض السكري ويقلل من ضغط الدم.
ومع مرور أيام الصيام تتزايد مستويات الإندورفين في الدم، ما يجعل الصائم أكثر يقظة، كما يمنح صحة نفسية عامة.
لكن الهيئة تستدرك بأن الصائم لن ينال فوائد رمضان إذا لم يعتمد على نظام غذائي صحي، فالكلى تساهم في الحفاظ على الماء والأملاح في الجسم، لكنهما يتناقصان بسبب العرق.

ولمنع انهيار العضلات، يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية على ما يكفي من الطاقة، مثل الكربوهيدرات وبعض الدهون، بشرط أن تظل الوجبات متوازنة حتى لا تتسبب بزيادة في الوزن.
وأجرت الدكتورة كريستا فارادي من جامعة إلينوي في شيكاغو تجربة على مدار ثمانية أسابيع للمقارنة بين مجموعتين يعاني أفرادهما من زيادة الوزن حال تطبيق “صوم يوم بالتناوب”.
ونقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، قالت فارادي “إذا التزمت بأيام الصوم، لن تجد مشكلة حال تناول أطعمة مرتفعة أو منخفضة الدهون في الأيام التي لا تصوم فيها وذلك في ما يتعلق باحتمالية الإصابة بأحد أمراض القلب والشرايين”.
وأضافت “رأيت أنه لا يمكنني تحمل نظام ‘صوم يوم بالتناوب’، وأنه غير عملي بدرجة كبيرة. ولذا اتبعت نظاما أسهل، من خلال تناول الطعام بصورة طبيعية لمدة خمسة أيام أسبوعيا. ولا توجد قواعد حاسمة لأنه لم يجر حتى الآن سوى القليل من التجارب. ووجدت أني في أيام صومي أفضل عند تناول إفطار خفيف (نحو 300 سعرة حرارية) مع الكثير من المياه وأعشاب الشاي نهارا ووجبة عشاء خفيفة (مثل سمك مشوي مع الكثير من الخضروات). وخلال الأيام التي لا أصوم فيها أتناول الطعام كالمعتاد ولم أشعر بأني لدي رغبة في تناول الكثير من الطعام”.
وأوضحت أنها التزمت بهذا النظام لخمسة أسابيع فقدت خلالها بعضا من وزنها. كما تحسنت قراءات الدم، ومنها الكولسترول والغلوكوز. وأشارت إلى أنها إذا تمكنت من الاستمرار في ذلك، سيقلل كثيرا من احتمالية إصابتها بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مثل السرطان والسكري.
وفي السابق، كان الباحثون يشددون على أن التمارين الرياضية أكثر أهمية من النظام الغذائي في مواجهة البدانة، ذلك أن الصيام المتقطع لا يمكن، وفق رأيهم، أن يقود إلى نتائج مماثلة لما يحققه أولئك الذين يواظبون على ممارسة التدريبات. غير أن هذه النظرية تختلف تماما مع نتائج إحدى الدراسات.
وتقول الدراسة التي أجريت على أفراد من قبيلة هادزا في تنزانيا والتي يعمل أفرادها في صيد الحيوانات، إن كمية السعرات الحرارية التي نحتاجها هي من الخصائص الثابتة للإنسان.
ويشير هذا إلى أن الأشخاص في أوروبا والولايات المتحدة يزدادون بدانة نتيجة الإفراط في تناول الطعام وليس من خلال أنماط الحياة غير النشطة، كما يقول العلماء.
ومن المتوقع أن يكون هناك شخص من بين كل ثلاثة أشخاص تقريبا من إجمالي سكان العالم يعاني ازدياد الوزن، وذلك وفقا للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

ويُعتقد أن نمط الحياة الغربية هو الذي يُلام إلى حد كبير كسبب للبدانة.
وهناك عوامل عدة مسؤولة أيضا، بما في ذلك الأغذية المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من السكر والدهون، ونمط الحياة غير النشط حيث توجد السيارات والآلات التي تقوم بأكثر الأعمال يوميا.
ولا يزال التوازن النسبي بين الإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة مثار جدل مستمر.
ويعتقد بعض الخبراء أن حاجتنا إلى السعرات الحرارية قد انخفضت بشكل كبير منذ قيام الثورة الصناعية.
وتم إجراء الدراسة التي نقلتها بي.بي.سي عن مجلة “بلاس ون” العلمية، من خلال النظر إلى الطاقة الصادرة من الأشخاص الذين يعيشون في قبيلة هادزا في تنزانيا والذين يعملون في الصيد، وقد استخدموا نموذجا لنمط الحياة لدى الإنسان القديم. ويصطاد أعضاء هذه القبيلة، البالغ عددهم نحو ألف شخص، الحيوانات ويجمعون الثمار مثل التوت والفواكه الأخرى وهم على أقدامهم وذلك باستخدام السهام وأدوات القطع البسيطة والصغيرة، ولا يستخدم هؤلاء أي أدوات حديثة أو بنادق للصيد. وقد قاس فريق من العلماء من الولايات المتحدة وتنزانيا، والمملكة المتحدة تصريف الطاقة لدى 30 من الرجال والنساء في القبيلة من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و7 أعوام.

ووجد الباحثون أن مستويات النشاط البدني كانت أعلى بكثير لدى الرجال والنساء في هذه القبيلة، ولكن عندما تم قياس معدل التمثيل الغذائي لديهم في ما يتعلق بالحجم والوزن، لم يكن هذا المعدل يختلف عن المعدل الخاص بالأشخاص الآخرين في أوروبا وأميركا. وقال هيرمان بونتزر من قسم الأنثروبولوجيا في كلية هنتر في نيويورك، كان يفترض أن الصيادين يحرقون المئات من السعرات الحرارية يوميا أكثر من البالغين مثلا في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وقال إن هذه البيانات جاءت مفاجئة، وهي تسلط الضوء على التعقيدات المتعلقة بتصريف الطاقة. لكنه شدد على أن ممارسة الرياضة البدنية لا تزال أمرا مهما للحفاظ على صحة جيدة.
وأضاف “هذا يعني بالنسبة إلي أن السبب الرئيس وراء البدانة لدى الغربيين هو لأننا نأكل كثيرا، وليس بسبب ممارستنا للقليل جدا من التمارين”