كريات الدم البيضاء
الجهاز المناعي لدى الإنسان هو الجهاز الذي يمكّنه من الاتصال مع العالم المحيط به دون أن يمرض ليل نهار.

كان بإمكان الملايين من أنواع الجراثيم والفيروسات المحيطة بنا أن تكون قاتلة إن لم يكن لدينا جهاز مناعة.
جهاز المناعة مركب من أعضاء مختلفة، مثل الجلد، والتي تفصل بين العالم الخارجي وبين أجسامنا، لكن هذا الجهاز مركب أيضا من “جنود” لديهم القدرة على تمييز العناصر العدوانية التي تغزو الجسم ثم القضاء عليها. هذه الجنود هي كريات الدم البيضاء.
كريات الدم البيضاء تبدأ بالحراك والعمل وتتكاثر كلما دخل جسم غريب (جرثومة أو فيروس، على الأغلب) إلى الجسم. ولذلك، فإذا ما تبين في فحص الدم وجود عدد كبير من كريات الدم البيضاء، فإنه بالإمكان الاستنتاج بأن الجسم يقوم بمحاربة جسم غريب معين. وهكذا فيمكن لفحص كريات الدم البيضاء أن يدل على وجود عملية التهابية معينة في الجسم.
هنالك عدة أنواع فرعية من خلايا الدم البيضاء، مثل: لمفاويات (lymphocytes)، العدلات (neutrophils) وأنواع أخرى.
لكل نوع من هذه الأنواع وظيفة محددة في التعرف والقضاء على الجسم الغريب / العامل الضار، ونحن نستغل هذه الحقيقة خلال فحص الدم لمعرفة ليس فقط إن كان ثمة ازدياد في عدد الخلايا البيضاء (أثناء المرض)، وإنما أيضا لمعرفة نوع كريات الدم البيضاء الموجودة بكثرة.
الفئة المعرضه للخطر

صحيح أن هذا الفحص يبيّن الحالات التي يبدأ فيها جهاز المناعة (الخلايا البيضاء) بالعمل، ولكن بإمكانه أيضا أن يبين الوضع العكسي الذي يحدث فيه فشل في جهاز المناعة.
وبالفعل، فان فحص كريات الدم البيضاء هو أحد الفحوصات المطلوبة لكي يتم تشخيص مرض الايدز (نقص المناعة المكتسبة). بالإضافة إلى ذلك، ونظرا لحقيقة إنتاج الخلايا البيضاء في نقي العظم (نخاع العظم – الجزء الداخلي من العظم)، فعند الإصابة بسرطان نقي العظم (سرطان الدم أو ابيضاض الدم – leukemia) يظهر ارتفاع كبير جدا في عدد الخلايا البيضاء في الدم.
أمراض ذات صلة
هنالك الكثير من الأمراض التي يمكنها التأثير على فحص خلايا الدم البيضاء. الأمراض الأساسية هي:
- أمراض الحمى على أنواعها، والناتجة عن الإصابة بفيروس أو جرثومة.
- فشل جهاز المناعة.
- سرطان نقي العظم (ابيضاض الدم – leukemia).
- حالات مختلفة من الأرجية (الحساسية) والربو.
متى يتم إجراء الفحص؟
لا يتم إجراء هذا الفحص، عادة، بشكل منفرد كفحص في حد ذاته، وإنما يُجرى كجزء من فحوصات الدم الروتينية والتي تسمى “العد الدموي الشامل”.
كما يمكن إجراء هذا الفحص، أيضا، في جميع الحالات التي يشتبه فيها بوجود التهاب معين في الجسم، أو عند الإصابة بالحمى، حيث يتم فحص عدد خلايا الدم البيضاء.
طريقة أجراء الفحص

يدور الحديث هنا عن فحص دم عادي وبسيط يتم إجراؤه، غالبا، عن طريق الوخز في منطقة تجويف المرفق.
كيف يتم الاستعداد للفحص؟
يدور الحديث هنا عن فحص دم عادي، لذا لا حاجة إلى إجراء أية تحضيرات خاصة (كالصوم). ولكن، يجب الانتباه إلى أن هذا الفحص يجرى، في أغلب الحالات، كجزء من سلسلة من الفحوصات التي يمكن أن توجب القيام بتحضيرات معينة، سواء الصوم أو غيره.
بعد الفحص
يمكن العودة إلى النشاط اليومي العادي، فورا.
تحليل النتائج

تظهر نتائج فحص كريات الدم البيضاء على شكل أعداد ونسب مئوية، إذ تشير الأعداد إلى القيمة المطلقة لعدد كريات الدم البيضاء، بينما تشير النسب المئوية إلى الجزء الذي يشكله كل صنف من كريات الدم البيضاء من مجمل الكريات البيضاء.
القيمة المطلقة السليمة لكريات الدم البيضاء تتراوح بين 4,300 – 10,800 (يمكن أن يختلف المجال قليلا بين المختبرات المختلفة).
تشير القيم المرتفعة (أكبر من الحد الأعلى) من كريات الدم البيضاء عادة إلى وجود عدوى، مثل التهاب البلعوم. أما القيم المرتفعة جدا فقد تدل على الإصابة بسرطان الدم الناتج عن نقي العظم.
وتشير القيم المنخفضة (أقل من الحد الأدنى) إلى وجود فشل مناعي وخطر كبير للإصابة بالعدوى والتلوثات.